تمكين, شركة كوم
كيف تعلم ابنك القراءة والكتابة؟ استعدادات وخطوات
يستكشف الطفل العالم من حوله من خلال عدة مصادر من ضمنها القراءة الكتابة، التي تكون البوابة للمعرفة وفهم العالم وكيفية التفاعل معه، وفي هذا المقال نستعرض بعض الأفكار للإجابة على سؤال: كيف تعلم ابنك القراءة والكتابة؟ ونلقي الضوء على علامات الاستعداد لكل عملية منهما، حتى نضمن أننا نسير مع الطفل بخطوات مناسبة لقدراته وتطور نموه في كل مرحلة.
كيف تعرف أن ابنك مستعد للقراءة؟
قبل أن أجيبك على سؤال كيف تعلم ابنك القراءة والكتابة، عليك أولًا أن تفهم أن كل عادة يجب أن نعلمها للطفل لديها إشارات وعلامات تدل أن الطفل مستعد للبدء في التدريب على هذه العادة أم لا، وهذه الإشارات تكون ذات صلة بقدراته العقلية والجسمية والصحية والمحيط التربوي والعاطفي، ومن هذه الإشارات:
- ألا يقل ذكاء الطفل عن 90%.
- أن تكون حاسة البصر والسمع بحالة جيدة.
- يكون الطفل قادر على النطق وضبط مخارج الحروف.
- لديه القدرة على التركيز والانتباه، لا يتشتت بسهولة.
- لديه القدرة على التأزر الحركي البصري بشكل جيد، أي التنسيق بين حركة العين واليد.
- يكون تطور نموه الجسمي طبيعي.
- لديه القدرة على الانسجام والتفاعل مع الأنشطة التي تقدم إليه.
- يكون الجو الأسري للبيت داعم ومحفز وهادئ، فالكلام السلبي والمشاحنات الكثير تسبب مشاكل للطفل في عملية التعلم.
- يتوافر لديه حصيلة لغوية جيدة.
كيف تعلم ابنك القراءة في 5 خطوات
يظن بعض الآباء أن القراءة عملية بسيطة. نبدأ فيها مع الطفل عندما يكبر ونعرض عليه الحروف ثم الكلمات ثم يصبح قارئ ممتاز بعدها. وهذا ليس حقيقي؛ ولكن يتعلم الأطفال القراءة بعد مرحلة طويلة من التهيئة، لكي يكون الطفل مستعدًا للقيام بكل العمليات المعقدة داخل عملية القراءة. حيث يستخدم أكثر من حاسة وعملية عقلية لكي يستطيع الطفل أن يقرأ نص ومع هذه القراءة تطلب أن يفهم الطفل هذا النص.
الخطوة الأولى: تهيئة الطفل للقراءة في سن الثانية من عمره
ينشأ الطفل على ما يرى عليه أبواه، إذا رأى الطفل والديه يعطون أهمية القراءة وتثقيف أنفسهم عن طريق قراءة الكتب والمجلات، سيكبر وهو مهتم بنفس اهتماماتهم، وفي سن الثانية يلاحظ الطفل مدى اهتمام أحد والديه بقراءة الجرائد ويتتبع بنظره تفاعل والده مع هذه الجريدة وكيف يقلب صفحاتها وكيف يبدأ النظر من اليمين إلى اليسار عند القراءة، ويلاحظ تحريك شفتيه. هذه الملاحظة تبني عند الطفل فكرة وجود القراءة، حتى لو لم يكن يعرف المصطلح نفسه.
وعلى الجانب الأخر في هذا السن مهم جدًا أن نخصص للطفل وقتًا لقراءة القصص المصورة، وإعطائه القصص لتصفحها ومشاهدة الصورة.
الخطوة الثانية: تهيئة الطفل للقراءة في سن الثالثة والرابعة من عمره
يبدأ الطفل في سن الثلاثة يتفاعل مع الصور على أنها شيء حي، فيمكنك إعطائه قصة لتصفحها مع سماعه للقصة منك، ستراه يتفاعل نوعًا ما مع الصور ويتفحصها جيدًا. ويمكنك أيضًا في هذه المرحلة أن تطلب من الطفل أن يسمي بعض الحيوانات أو النباتات أو أي شيء يعرفه من الصور التي توجد في القصة، هذه العملية بمثابة محاكاة أولية لعملية القراءة.
الخطوة الثالثة: اللعب بالدُمية
اللعب بالدُمية تشجع الطفل على اللعب الإبداعي من خلال خلق حديث معه يعبر فيه عن نفسه بحرية، ومن خلال لعبه بها نعرف مدى حجم الحصيلة اللغوية لدى الطفل من خلال الكلمات التي يستخدمها.
ويمكنك إحضار مجموعة من الدُمي للطفل وأخذ دُمية وتمثيل دورها وتشاركه اللعب وتصنع معه حوارًا، فهذه الطريقة تزيد من مهاراتي الاستماع والتحدث لدى الطفل وتكون تمهيدًا له لمرحلة القراءة، وتبدأ هذه المرحلة من سن 3 سنوات.
الخطوة الرابعة: تهيئة الطفل باللعب الدرامي
اللعب الإيهاميّ أو تمثيل الأدوار يساعد الطفل في تنمية مهارة الاستماع والتحدث، عن طريق تمثيل قصة قرأتموها مع الارتجال فيها دون الرجوع لأحداث القصة، أو تمثيل موقف مرَّ به؛ فالأحاديث التي تدور في تمثيل الدور تساعد الطفل في زيادة النمو العقلي، وتنمية قدرته على الاتصال مع الأخرين، وتزيد من قدرات الطفل على الانتباه. وهذه المهارات يستخدمها الطفل في عملية القراءة.
الخطوة الخامسة: تعليم الطفل الحروف الهجائية والكلمات
تعليم الطفل الحروف الهجائية هي أول خطوة فعلية في عملية القراءة، يمكنك تعليم الطفل الحروف الهجائية عن طريق الأناشيد التي تكون بدون موسيقى حتى ينتبه مع صوت الحرف ويحفظه، واعرض معه شكل الحرف وكلمات تبدأ بهذا الحرف، لكى يدرك الطفل ماهية استعمال الحروف الهجائية في الكلام.
ولكي تأكد عليه حفظ الحرف اطلب منه أن يرسمه على الهواء أو على الرمل، ويمكنك عرض الحرف بشكل جذاب للطفل عن طريق تجسيمه على ورق الفوم الملون، ويكون الحرف كبير وعرضه على لطفل.
ويمكنك أخذ الطفل لجولة في المنزل وتشير بيدك على كل الأشياء التي تبدأ بهذا الحرف وتطلب منه يبحث عن أشياء تبدأ بصوت هذا الحرف في المنزل، هذه الطريقة تضيف نوع من المرح وتثبيت الحرف.
ثم يأتي تعليم الكلمات، ولكن عندما يكون في الصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية، وتكون تدريجيًا، فنبدأ بكلمات مكونة من ثلاثة أحرف، وتكون ذات صلة بالبيئة واهتمامات الطفل كالنباتات والحيوانات واللعب التي يستخدمها واسمه وألقاب أفراد الأسرة.
يمكنك قراءة المزيد عن: كيفية تعليم الكلمات العربية للأطفال
وإذا كنت ترغب في تعليم طفلك اللغة العربية، سواءٌ قراءة أو كتابة، فنحن نقدم دورات متخصصة في اللغة العربية في أكاديمية تمكين، وندعوك للتسجيل معنا في حصة تجريبية مجانية عبر هذا الرابط، وسنتواصل معك لتحديد موعد الحصة: التسجيل في الحصة التجريبية المجانية.
كيف تعلم ابنك الكتابة؟
هنا نبدأ في الإجابة على النصف الآخر من سؤال كيف تعلم ابنك القراءة والكتابة؟
الكتابة من أولى العمليات التي يبدأ فيها الطفل بمفرده من سن صغير، فمسكه للقلم للشخبطة ثم التلوين هذه هي بدايات عملية الكتابة. ولكن هناك عوامل تتحكم في عملية الكتابة، حتى نقول هنا أن الطفل مستعد لتعلم كتابة الحروف والأرقام ثم الكلمات.
من هذه العوامل قدرته على التناسق الحركي ونضج الجهاز العصبي وهناك عوامل مرتبطة بالعمليات العقلية. لذلك يجب مراعاة عدة عوامل قبل تعليم الطفل الكتابة.
5 عوامل يجب مراعاتها عند تعليم ابنك الكتابة
لكي تعلم ابنك الكتابة بطريقة صحيحة وتكون مناسبة له، يجب مراعاة عدة عوامل لكي تبدأ في هذه العملية، حتى لا تقطع شوطًا في تعليمه وبدلًا من تقدم مستوى الطفل في تعليم الكتابة، تكون هذه الفترة سبب في تأخر الطفل في عملية الكتابة.
- مراعاة وصول الطفل لنضج انفعالي وعصبي، ليساعده في التحكم في مسكة القلم.
- مراعاة النضج الحركي للطفل وقدراته في السيطرة على توازنه الجسمي والحركي.
- مراعاة الفروق الفردية للأطفال، كل طفل له قدراته وسرعته الخاصة في تعلم الأشياء فلا تضغط عليه، واتركه يسير وفق قدراته وسرعته الخاصة به.
- مراعاة الأدوات التي يستخدمها الطفل عند كل مرحلة والتدرج فيها، فإذا كان صغيرًا يفضل استخدام أقلام التلوين ذات حجم سميك وعندما يكبر ويزيد نضجه العصبي ممكن أن نعطيه قلمًا رفيعًا.
- يجب مراعاة قدرة الطفل على التناسق الحركي البصري، لأن عملية الكتابة تعتمد على هذه المهارة، فلا يستطيع الطفل الكتابة إذا كانت ضعيفة.
كيف تعد ابنك لتعلم الكتابة؟
الكتابة من العمليات التي تتطلب إعداد الطفل لها من سن مبكر، حيث يتم إعداده لمسك القلم وتنمية مهارة التأزر الحركي البصري، وهذا الإعداد يبدأ من سن صغير جدًا فعند سن سنتين أو سنتين ونصف إلى سن 4 سنوات يمكننا البدء في مرحلة الإعداد للكتابة عن طريق بعض الأنشطة، منها:
- تشجيع الطفل على تكوين أشكال مختلفة من الطين الصلصال.
- التلوين بالفرش على الحوائط أو الأوراق.
- الكتابة على الرمل أو الهواء.
- الشخبطة على الورق واستخدام أقلام مناسبة للتلوين.
- التقاط الأشياء بملقط.
- العب بالكرات ورميها بعيدًا.
3 مراحل لتعليم ابنك الكتابة بطريقة صحيحة
خطوات تعليم الطفل الكتابة لا تبدأ بفكرة تعليم الطفل التدرج في كتابة الحروف، ولكن تبدأ في استخدام الطفل للقلم عامةً. لكي يستطيع الطفل كتابة حرف أو كلمة لابد أن يكون قادر على مسك القلم بشكل صحيح، ثم تبدأ معه تدريجيًا في كتابة أشياء بسيطة ثم أكثر تعقيدًا.
المرحلة الأولى: الرسم التصويري عند الأطفال
هذه الخطوة تبدأ من سن سنة، يبدأ الطفل فيها بإسقاط الصور الذهنية لديه على ورقة وتكون عن طريق الشخبطة. نلاحظ في هذا السن حب الطفل للرسم على الحوائط أو الأوراق أو الأثاث، ويتطلب منك كولي أمر أن تعطي للطفل الحرية للشخبطة مع الاستعانة ببعض الطرق المُرضية لك وللطفل حتى لا يفسد شيء، مثل وضع لوحات على حائط معين في المنزل يكون هذا الحائط مخصص للرسم.
المرحلة الثانية: التدريب النوعي للنشاط التخطيطي المنتظم
تبدأ هذه المرحلة عند سن الرابعة من عمر الطفل. حيث نطلب من الطفل فيها رسم خطوط مستقيمة ومربع ومثلت، ونبدأ معه برسم الخطوط بشكل منقوط ويتتبع الطفل النقاط بالقلم، ثم بعد فترة نطلب منه رسم الأشكال بنفسه. وهذه المرحلة تكون بمثابة تهذيب الخطوط الأولية للطفل لتعلم مبادئ الكتابة؛ لأنها هذه التخطيطات تأخذ أشكال الكتابة الصحيحة للحروف والكلمات فيما بعد.
وإذا لاحظت أن الطفل يلزمه تدريب على كيفية مسك القلم؛ يمكنك قراءة مقال: كيف أعلم ابني مسك القلم بطريقة صحيحة؟ خطوات ونصائح
المرحلة الثالثة: التدريب على نسخ النموذج
نطلب من الطفل نسخ الحروف أولًا، ويكون الحرف على بُعد مسافة من المكان المخصص له للكتابة. إذا أتقن الطفل هذه المهمة نطلب منه نسخ كلمة ثم جملة، ونساعده في عمل مسافات بينية بين الكلمات والحروف، ولا داعي للقلق إذا أخطأ الطفل أو نسي أن يكتب شي، قم بتذكيره وتصحيح أخطائه تدريجيًا حتى لا يشعر الطفل بإحباط وينفر من هذه العملية من كثرة تصحيحك لأخطائه.
تعليم الطفل عمليتي القراءة والكتابة تتطلب من الطفل مجهود كبير حتى يتقنهم، عليك بالصير على الطفل وتحمل أخطائه وصححها له تدريجيًا، وأثني على مجهوده وصبره على التعلم، وقدم له أدوات جذابة يستخدمها في تعليم القراءة والكتابة، كالقصص المصورة الجذابة، وأقلام ألوان أشكالها ذات شخصيات كرتونية أو حيوانات، هذه الأشياء تخفف من الأعباء على الطفل أثناء تعليمه القراءة والكتابة.
وإذا لديكم أي استفسارات عن تعليم الأطفال القراءة والكتابة، أو عمّا يمكننا فعله في منصة تمكين لمساعدتكم على تنشئة أطفالكم، فيسعدنا تلقي استفساراتكم عبر الواتساب: https://wa.me/905343825166
مقالات ذات صلة
كيف أقوي طفلي في القراءة؟ نصائح عملية
القراءة من المهارات التي تحتاج للتدريب دائمًا لتقويتها، فلا نكتفي فقط بالتعليم الأكاديمي، ولكن المهم حقًا هو أن يمارس الطفل مهارة القراءة بشكل دوري. تكمن أهمية القراءة في أنها الوسيلة الأهم لاكتساب المعارف، فكلما اهتم الوالدان بتعليم الطفل القراءة في سن مبكر؛ كان اكتساب المهارة أسرع. قد يواجه الأهل بعض التحديات بالطبع في تعليم طفلهم القراءة، لذا في هذا المقال سنستعرض طرق للتغلب على تحديات تعلم القراءة، ونجيب على تساؤل الأهل: كيف أقوي طفلي في القراءة؟
كيف تعلم ابنك القراءة والكتابة؟ استعدادات وخطوات
يستكشف الطفل العالم من حوله من خلال عدة مصادر من ضمنها القراءة الكتابة، التي تكون البوابة للمعرفة وفهم العالم وكيفية التفاعل معه، وفي هذا المقال نستعرض بعض الأفكار للإجابة على سؤال: كيف تعلم ابنك القراءة والكتابة؟ ونلقي الضوء على علامات الاستعداد لكل عملية منهما، حتى نضمن أننا نسير مع الطفل بخطوات مناسبة لقدراته وتطور نموه في كل مرحلة.