تعليم مسك القلم بطريقة صحيحة للأطفال من أهم الأشياء التي يجب علينا الانتباه لها عند بداية المرحلة التعليمية للطفل، حتى يتمكن ابنك من الكتابة بدون الكثير من المشاكل النفسية أو اضطرابات النطق أو الخط غير المقروء…..

نعم إنّ تعليم مسك القلم لابنك بشكلٍ خاطئ قد يسبب اضطرابات النطق مثل التأتأة أو الاضطرابات النفسية أو يجعل خط الطفل سيء جداً وغير مقروء، وهنا يأتي السؤال المشهور وهو لديَّ طفل وأريد تعليمه مسك القلم بشكل صحيح، فما هي الخطوات الصحيحة لذلك؟!

أولاً وقبل كل شيء علينا أن نترك للطفل حرية الاختيار لليد المستخدمة في الكتابة، فمن المعروف أن الشخص الذي يستخدم يده اليمنى في الكتابة فإنَّ مركز الكتابة في المخ يكون في الجزء الأيسر، أما الذي يستخدم يده اليسرى فإنَّ مركز الكتابة لديه يكون موجود في الجزء الأيمن. ولكي نحدد أي يد يستخدمها الطفل في الكتابة فإننا يجب أن نضع له القلم أمامه في المنتصف (بين اليد اليمنى واليد اليسرى) ونترك له حرية التقاط القلم دون أن نخبره بأن يستخدم يده اليمنى أو اليسرى.

إذا وجدنا أن الطفل قد أمسك بالقلم بشكل خاطئ عندها يمكننا مساعدته وذلك بأن نستخدم اليد القريبة منه، فإذا كان الطفل قد أمسك بالقلم بيده اليمنى نستخدم نحن اليد اليسرى، وإذا كان قد أمسك بالقلم بيده اليسرى نستخدم نحن اليد اليمنى.

نقوم بوضع باطن يدينا فوق يد الطفل وندخل القلم بين اصبع السبابة والوسطى ثمَّ نقوم باستخدام إصبع الإبهام ونمسك بالأصابع الثلاثة للطفل (الخنصر والبنصر والوسطى) بحيث تبدو مسكة القلم بشكل صحيح وهناك طريقتين لمسك القلم بشكل صحيح وهما:

الطريقة الأولى: نعطي الطفل قطعة نقود معدنية أو كرة صغيرة ونطلب منه أن يضعها في راحة يده اليمنى إذا كان يكتب باليمين أو اليسرى إذا كان يكتب بيده اليسرى ويمسكها بإصبعيه الخنصر والبنصر أو الاصبعين الصغيرين، في هذا الوقت يتبقى عنده ثلاثة أصابع فارغة نعطه القلم ونطلب منه إمساكه، في هذه الحالة سيضطر لمسك القلم بالثلاثِ أصابع دون مسكه بالإصبعين الصغيرين لانشغالهم، يجب أن يتمرن الطفل على هذه الحركة مدة أسبوع وسوف يتخلص مع الوقت من قطعة النقود ويكتب بطريقة سليمة.

الطريقة الثانية: نلف مطاطة (أستيك) على معصم اليد والقلم الذي يمسكه الطفل بحيث يعمل لنا شكل (8)، هذه الطريقة تساعد الطفل على التمسك بالقلم وعدم الوقوع منه، يمكنكِ أن تمارسيها لابنك خلال أسبوع حتى يتعود دون أن يفلت القلم.

نصائح عامة لمسك القلم:

• نُعلّم الطفل أن يغلق ثلاثة أصابع ويفتح الإبهام والسبابة ثم يضع القلم بالوسط ويغلق عليهم برفق.
• من الخطأ أن يمسك الطفل القلم بكل أصابع يديه بشكل مباشر حتى لا يُتعب يديه، وأيضاً حتى يستطيع الإمساك والكتابة.
• من الخطأ أن يضغط الطفل بإصبع السبابة على القلم هكذا سيرهق إصبعه.
• من الجيد إعطاء قلم للطفل في عمر السنتين أو السنة ونصف، بحيث ترسم الأم أو تشخبط أمامه ليلتقط بعينيه طريقة مسك القلم ونتركه يشخبط ولا نتدخل أبداً بمسك اليد، لأن أعصاب يديه في مرحلة التكوين.

تشجيع الطفل على تعلّم الكتابة:

يحتاج الطفل عادة إلى وقت طويل حتى يتعلم الكتابة، لذا ننصح الوالدين بالتحلي بالصبر في حال عدم إحراز الطفل تقدماً سريعاً ومحاولة الاستمتاع بهذه العملية، كما يمكن تشجيع الطفل على فعل ذلك من خلال رسم الأرقام على قطعة من ورق على شكل دوائر، خطوط قطرية، رأسية، أفقية، والسماح للطفل بتتبعها، وتكرار هذه العملية بأحرف صغيرة، أو كتابة فقرة ونسخها أسفل منها، أو طرح أسئلة على الطفل والسماح له بالإجابة عليها وكتابة الأجوبة على قطعة من الورق، وجعله يصحح أي خطأ فيها.

تطوير المهارات الحركية الدقيقة للأطفال:

يمكن تشجيع الطفل على تطوير المهارات الحركية من خلال الأنشطة التي تستخدم اليدين، والأصابع التي تعزز العضلات الضرورية ليمتلك الطفل خطاً جيداً في وقت لاحق، وبعد تمزيق شرائط الورق، والتقاط الأشياء بالملاقط البلاستيكية، وخلط الألوان المائية بالقطارة وغيرها من الأمثلة على الأنشطة التي تطور المهارات المختلفة، بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع مدرسة الطفل للتعرف على نوع الكتابة التي تستعملها لتعليم الأطفال الكتابة، وتعليم الأطفال كيفية كتابة اسمه، وأسماء أفراد عائلته باستخدامها، وتشجيع الطفل على ممارسة الكتابة بشكل يومي من خلال تحديد جلسات الكتابة لبضع دقائق في كل مرة، وعدم إرغام الطفل على الكتابة لفترة طويلة تجنباً لإصابة الطفل بالإحباط.

مراحل الكتابة:

يحدد الدكتور (ميل ليغين) في كتابه النمو واضطرابات التعلم ست مراحل لتطور الكتابة منها:

1. المحاكاة: (الروضة، الأول).
2. التصوير الكتابي: (من الأول وحتى الثاني).
3. الدمج المتدرج ومراجعة ما كتب الطفل.
4. القدرة الحركية: وهي قدرة الطفل على استخدام عضلات الأصابع والأيدي لرسم الحروف بسهولة واضحة مقروءة، والإمساك بأداة الكتابة على وضع مريح.
5. الانتباه: للتركيز دور كبير في كل مراحل الكتابة فهو طاقة ذهنية كبيرة، لأنه لا يقتصر على المراجعة بل يحتاج لمتابعة ذاتية مستمرة.
6. اللغة: تساهم في صقل قدرة الطفل على الكتابة ويتم ذلك من خلال التعرف على أصوات الحروف وفهم الكلمات ومعانيها.

أيضاً لابدَّ من تذكير الآباء أثناء تعليمهم لأبنائهم على ضرورة اللعب أثناء تحضير الابن لمسك القلم، ولقلم الكتابة عدد كبير من الأنشطة المنزلية، حيث يقوي عضلات الطفل ويحفز عملية تنسيق قدراته الحركية بهدف الكتابة، ولابدَّ من الإشارة أيضاً إلى ضرورة اختيار القلم المناسب، فتعتبر الأقلام الخشبية الملونة أو أقلام الرصاص أفضل أداة للطفل في سن ما قبل المرحلة المدرسية، لأنها تخلق مقاومة طبيعية تساعد على تقوية قبضة اليد، بالإضافة إلى ضرورة تشجيع ابنك على مسك القلم بشكل صحيح، وبكل هدوء بعيداً عن الملل دون إطالة جلسة التمرن.

وفي النهاية، يجب عرض كتابات طفلك التي أنجزها أمام باقي أفراد الأسرة كما يجب تخصيص مكان لها داخل المنزل حتى يشعر الطفل بأهميته عندما يرى أعماله، فذلك سوف يُشعره بالاستحسان والمدح ويعزز ثقته بنفسه، ولابدَّ للأهل من الاهتمام بتعليم أبنائهم مهارات مختلفة وجديدة منذ سن مبكرة، فهذا أمر غاية في الأهمية، حيث يساعد في تكوين شخصية الطفل بشكل سوي، ويجعلهُ يعتاد على أن يتعلّم كل ما هو جديد بشكل أسرع.

د. ميل ليفين، ” النمو واضطرابات التعلم“.