تعلم الحروف الهجائية هي الخطوةُ الأولى في رحلة التعليم، فحتى يستطيع الطفل القراءة والكتابة يجب أن يتعلم أولاً الحروف وأصواتها، وطريقة كتابتها، وبمجرد أن يتخطى الطفل العامين تتساءل الأم متى يبدأ طفلي بتعلم الحروف؟ وما العمر المناسب الذي يستطيع الطفل فيه حفظ أصوات الحروف وأشكالها؟ ومتى يستطيع الطفل القراءة؟ وكيف يمكن تعليمهُ قراءة الكلمات والجمل بطريقة بسيطة؟ كل هذه التساؤلات سنجد الإجابة عليها في هذا المقال إن شاء الله.
متى يبدأ طفلي بتعلّم الحروف؟
يبدأ الطفل في حفظ أغاني الحروف، سواءً الإنجليزية أو العربية، في وقت ما بين سن الثانية والثالثة عندما يستمع إليها سواءً في الحضانة أو من أحد أفراد أسرته، أو حتى في التلفاز، وبالرغم من أن الطفل في تلك المرحلة يستطيع غناء الأغنية، فإنّهُ لا يفهم أن لكل حرف صوتاً معيناً، وأن هذه الأصوات هي التي تكوّن الكلمات التي ينطقها، هو فقط يحفظها كأغنية عادية مثل تلك التي نغنيها له وقت النوم أو في أثناء اللعب، وبدايةً من سن ثلاث أو أربع سنوات يربط الطفل بين الحرف والصوت الذي يصدره، ومع وصول الطفل لعمر الخامسة فإنه يتعرف على كل الحروف وأصواتها وطريقة كتابتها، ويجب أن تضعي في اعتبارك أن كل طفل يختلف عن الآخر، فكل طفل له قدرات واستعدادات خاصة تؤهله لأن يتم عملية الحفظ في سن مبكرة عن أقرانه أو في سن متأخرة قليلاً، فيجب أن تراعي ذلك ولا تقلقي.
عما سبق ذكره ففي نهاية الأمر، تتوقف آلية التعلم على قدرات الطفل واستجابته للطريقة التي يتعلم بها، وفي الغالب يمكنك البدء بتعليم الطفل أغاني الحروف بعد عمر الثانية وتعليمه كتابتها بدايةً من الثالثة.
متى يستطيع طفلي القراءة؟
بعد أن يتعلم طفلك الحروف وأصواتها وأشكالها، يمكنك عزيزتي البدء بتعليمه القراءة من عمر خمس سنوات، حيث تكون محصلة الطفل من الكلمات نحو “٢٥٠٠” كلمة تقريباً، ويبدأ الطفل في هذه السن تمييز الكلمات ونطق أصوات الحروف بسلاسة، وبالتالي قراءة الكلمات البسيطة، وبعض الأطفال يستطيعون قراءة بعض الكلمات من عمر الرابعة، فكما ذكرنا سابقاً أن الأمر يتوقف على القدرات الذهنية للطفل.
عزيزتي الأم، قد يتملكك الحماس لرؤية طفلك يتقدم ويتعلم مهارات جديدة مثل تعلم الحروف، فيدفعك ذلك إلى المبالغة وشراء الوسائل التعليمية من بطاقات وأقراص مدمجة وغيرها حتى قبل أن يبلغ طفلك عمر دخول الروضة أو المدرسة.
وقد تبدئين حتى بتخصيص وقت محدد يومياً للدراسة مع صغيرك الذي قد بلغ سنتين من عمره، ولكن ينصح الخبراء بالتروي وعدم الضغط على الطفل لكي يتعلم مثل هذه المهارات قبل عمر المدرسة أو الروضة، إنَّ حماسك وشغفك لرؤية طفلك يتطور قد يكون له أثر عكسي على طفلك فقد يشعر بالضغط والإجهاد لتعلم أشياء صعبة وجديدة مثل الحروف، وقد يُصاب بالإحباط نتيجة لتعلمه في سن مبكر بما لا يتناسب مع قدراته، إذن هل أترك طفلي دون أن أعلمه شيء؟!
لا تقلقي إن النشاطات اليومية التي تقومين بها مع طفلك من غناء وقراءة ولعب كفيلة بإثراء معارف طفلك، وضمان نموه المعرفي والإدراكي بشكل سليم، فعندما يقوم طفلك باللعب بالمكعبات أو بناء مبانِ في الرمال، فهو يتعلم ويكتسب معارف جديدة كلَّ يوم.
إذا كان طفلك مهتماً بالحروف وأشكالها وأصواتها ويبدي رغبة في تعلم المزيد عنها، فشجعيه من خلال النشاطات التالية:
- قراءة الكتب المخصصة للأطفال:
توجهي إلى قسم كتب الأطفال واختاري مجموعة كبيرة من كتب الأطفال واقرئيها مع صغيرك كل يوم، ستساعد هذه الكتب طفلك في التعرف على العديد من المواضيع المتنوعة والمهارات المتعددة.
عندها ستزيد رغبة طفلك بالتعرف على أحرف اللغة العربية والإنجليزية من خلال أَجمل الكتب التعليمية المفيدة.
- كتابة اسم طفلك:
إنَّ أوَّل حروف سيتعلمها طفلك هي تلك التي تُشكّل اسمه، اكتبي اسمهُ على أشيائه ليعتاد رؤيتهُ ويتعرف على الحروف التي يتكون منها اسمهُ، كما يمكنك كتابة اسمهُ من خلال مكعبات التركيب، بذلك سيتعرف طفلك على الحروف من خلال لعبة المكعبات المسلية، ويمكنك الاستعانة بلوح الكتابة والذي سيكون خير وسيلة لتعريف طفلك على الأحرف بشكل ممتع.
- الألعاب التعليمية:
تعتبر الأحاجي وغيرها من الألعاب من الوسائل المحببة لدى الأطفال والتي أثبتت أنَّها مفيدة جداً في تعلم الحروف والأرقام في عمر مبكر عند الأطفال ، حيث تُعتبر ألعاب التركيب، البازل، وغيرها من الألعاب التعليمية وسيلة ممتعة وفعَّالة في تعليم الطفل حروف اللغة العربية والإنجليزية أيضاً.
وعموماً فإن ترغيب الطفل من خلال النشاطات التعليمية المتنوعة ومراعاة قدراته أيضاً (عوامل تساعد في تحسن التعلم عند الطفل)، كلها عوامل تسهم في تعلم طفلك الحروف وتسهم في تعلمه القراءة، آملين في جعل العملية التعليمية بسيطة ومحببة للطفل وفعّالة في آن واحد.
ذكر رابط المقال
تدعيم المقال بالصورة المعبرة عند ذكر النشاطات في الأعلى
