مبادئ تعليم ابنك القراءة والكتابة؟!

يولد الأطفال ولديهم حب الاستطلاع للأمور من حولهم، ويحاولون التعبير عن مشاعرهم وتصرفاتهم من خلال وسائل كثيرة ومن بينها محاولة نطق الكلمات البسيطة، ومن هنا يأتي دور الوالدين في تعليم أبنائهم كيفية التحدث بسهولة من خلال تدريبهم على القراءة والكتابة، لما لذلك من أثر إيجابي يعود عليهم بالنفع.

وتوجد مجموعة من الطرق تساعد على تعليم أبنائنا القراءة والكتابة، وتجعلهم يعتادون عليها ليساهم ذلك في تطوير ثقافتهم، وقدرتهم على التفكير الإيجابي.

إذن نتناول اليوم موضوعاً هاماً وهو كيف تعلم ابنك القراءة والكتابة؟ وهذا الموضوع يدور حول ثلاثة محاور.

المحور الأول: ما هو السبب الذي دفعنا لتعليم أطفالنا القراءة والكتابة؟

المحور الثاني: ما هي أهم المبادئ والقوانين التي سنسير عليها؟

المحور الثالث: ماهي الخطوات الأهم في تأسيس ابنك لتعليم القراءة؟

أثناء بحثنا في المحور الأول “ما هو السبب الذي دفعنا لتعليم أطفالنا القراءة والكتابة؟”

 رَأينا أنه لابدَّ من توجيه وتوعية المربيات (الأم، المعلمة، الأب) وذلك لتوضيح النقاط التفصيلية في خطوات تعليم الأطفال خطوة خطوة، بحيث يتم تطبيقها على الابن أو الطالب وحتى لا يقعوا جميعهم في الأخطاء.

أما المحور الثاني “ما هي أهم المبادئ والقوانين لتعليم طفلك؟”

لأنَّ عدم فهمك لها سيجعلك تقع في خطأ كبير، وهو المبدأ الأول: الاستعجال مدمر، فمثلاً كثير من الآباء والأمهات والمعلمات يكون هدفهم تعليم الطفل القراءة والكتابة خلال شهرين أو ثلاثة أشهر وبسرعة، لذلك يقعون في خطأ كبير أثناء التعليم وهو الضغط على الطفل من أجل أن يتعلم بسرعة، فالطفل في عمر أربع أو خمس سنوات ولا يتقن القراءة والكتابة هو أمر صعب بالنسبة للأهل ومضايق لهم، لذلك يبدؤون بالضغط عليه ويستعجلون كثيراً ولذلك أقول لهم: أنَّ الاستعجال مدمر، فهناك خطوات معينة ينبغي أن نسير عليها خطوة خطوة وبتروي دون تسرع، حيث لا ينفع الانتقال إلى خطوة لاحقة دون إتقان الخطوة السابقة وهذا ما ينقلنا إلى المبدأ الثاني: الإتقان أولاً، هناك قاعدة لابد أن ندركها وهي: (ممنوع الانتقال قبل الإتقان).

فقد ذكرنا في المبدأ الأول: أنَّ الاستعجال مدمر، لذلك يجب أن نبدأ بتعليم طفلنا حرفين بشكل يومي في مدّة لا تتجاوز ساعة في المتوسط مع الطفل، فمثلاً أعطيه حرف الألف وأتأكد من إتقانه لهذا الحرف من حيث (النطق والكتابة) وأدربّه عليه ولا أنتقل إلى حرف آخر على الإطلاق دون إتقانهِ فليس لدينا منهج يجب إنهاؤه على سبيل المثال: لا أَدخل في المدود والطفل لديه مشكلة في الكلمات الثلاثية.

المبدأ الثالث: وهو أهم مبدأ لأطفالنا على الإطلاق وهي المذاكرة بشكل عام (الجو العام) نقول دائماً أنّ الجو العام لعملية المذاكرة هو الأهم من عملية المذاكرة والتعلّم نفسها، فلو أردت أن أحفِّزَ ابني على القراءة والتعلّم بشكلٍ عام يجب أن أُهيّئ لهُ جو عام مناسب ومحفّز ليُشجّعَ نفسهُ ذاتياً على التعلّم، فكثير من الآباء للأسف، وكثير من المعلمات والمعلمين يصيغون جوّاً عاماً سيّئاً يؤدي إلى كره وتنفير الطفل من التعلّم. ولكن السؤال الأهم ما هو الجو العام التشجيعي؟

مثلاً يُفترض أن نلعب مع الطفل قبل الحصة وبعدها، أو في وسطها بحيث أن تكون ساعة الدراسة مرتبطة في ذهنهِ بشكلٍ إيجابي، أي هذا هو وقت المتعة حتى يشعر بالفرح ويُبعد عنه الصعوبة والخوف، وللأسف كثير من الآباء والمعلمين يصيغون جواً عاماً سيئاً يؤدي إلى كره وتنفير الطفل من التعلم بشكلٍ عام، وأيضاً من أنواع التحفيز أن نحضر معنا للطفل أشياء يحبها مثل بعض الفواكه والحلويات فهذا يصنع جواً إيجابياً، وقد يكون التحفيز مادياً أو معنوياً، كأن تُحفّز الطفل لو أتقن تعليمه بشكل جيد فنقول “سوف نذهب معاً إلى حديقة الحيوانات، أو مدينة الألعاب”، بالإضافة إلى المدح والتعزيز وكلمات التشجيع والشكر والثناء مثل “أحسنت، أنت شاطر،….”

وأيضاً يجب على المربي (الأم، الأب، المعلم) أن يبتعد عن العصبية والضرب لأنَّ عقل الطفل سوف ينغلق عن التعليم ولن يستطيع أن يلفظ بشكل جيد وصحيح، لذلك فالعصبية لن تجدي ولن تنفع، فشعور الطفل بالراحة وعدم القلق تجعله يتعلم ويتفنن ويُنجز ويُبدع.

والمبدأ الرابع: هو أن نعتمد على الأصوات وليس الحروف – وهذا بحث مهم ومطول وسيأتي تفصيله لاحقاً- لأن فكرة الأصوات مهمّة، فهي:

  • تُوفّر على الطفل مجهود كبير
  • ولأنَّ الأصوات هي المستخدمة على أرض الواقع أكثر.
  • ولأنَّ الأصوات تعطي نتيجة سريعة، وهذا يحفز على الاستمرار للأم وللطفل، لأن الطريقة التقليدية لا تجدي نفعاً.

أما المحور الثالث: ما هي الخطوات الأهم في تأسيس ابنك لتعليم القراءة والكتابة؟

هناك نقطة مهمة وهي كيفية تعليم ابنك القراءة؟ لو أتقن الأب أو المعلم هذه النقطة بشكلٍ جيد لاستطاع أن يؤسس ابنه منذ الصغر بشكلٍ صحيح ومتدرج، وأيضاً ستوفّر عليه وقت ومجهود كبيرين جداً، لأن الابن إذا لم يُؤسس بشكل صحيح منذ الصغر في عمر ( 4-5 ) سنوات سيبقى يعاني طيلة عمره من مشكلة في القراءة والكتابة وسترافقه هذه المعاناة حتى لو وضعنا له أفضل المدرسين، وأهم هذه الخطوات هي:

 أولاً: يجب التأسيس منذ الصغر.

 ثانياً: يجب أن يكون هذا التأسيس بشكل صحيح.

ثالثاً: أن يكون التأسيس بشكلٍ متدرج.

هذه الخطوات الثلاثة (التأسيس منذ الصغر، بشكل صحيح، بشكل متدرج) مهمة جداً، ولكن السؤال الأهم كيف يكون التأسيس صحيحاً؟

ركز معي في الخطوة الأولى: لا أُعلّمهُ الحروف بالمسميات المعروفة (أ-ب-ت-ث) إذ لا شيء ألف وباء وتاء وثاء، عليك أن تلغي هذه المسميات لأنَّها غير مستخدمة، فعلى سبيل المثال: عندما ينطق الطفل (أ) يقول (آ) وعندما ينطق (ب) يقول (با) ولا يقول باء وينطق (تا) بدلاً من تاء، (آ، با، تا) بدلاً من ألف وباء وتاء.

فهو يعتمد على الأصوات فأول حرف يُلاحظه هو ألف وفوقها فتحة (أَ) الحروف بحركة الفتحة وهو لا يعرف ألف وفوقها فتحة وإنما (أَ) كما أنطقها، ولا يعرف (بَ) وفوقها فتحة إنما يعرف اسمها (با) كما يلفظ تماماً ينطق، وبذلك يتقن كل الحروف بحركة الفتح.

والخطوة الثانية: يبدأ يأخذ كلمات ثلاثية مفتوحة(أفعال) مثل (كَتَبَ، قَرَأَ، رَسَمَ) طالما أنَّهُ أخذ الحروف المفتوحة )كَ، تَ، بَ) بالتالي سوف يأخذ أفعال ثلاثية مفتوحة لأنَّهُ انتهى من الحروف المفتوحة وأتقنها، إذاً حروف مفتوحة ثم كلمات مفتوحة (ركّب كلمات)، بعد أن يتقن هذه الخطوة نبدأ الخطوة الثالثة ونعطيه الحروف بحركة الكسر (إِ، بِ، تِ) وهكذا… ثم نعطيه أمثالاً ثلاثية فيها فتحة وفيها كسرة مثل (سَمِعَ) فالطفل درس السين المفتوحة والميم المكسورة والعين المفتوحة، وبالتالي يستطيع أن يتقن الكلمات أو الأفعال الثلاثية بحركة الكسر، وبالتالي تكون الخطوات كالتالي:

الخطوة الأولى: حروف بالفتح.

الخطوة الثانية: كلمات بالفتح.

الخطوة الثالثة: حروف أو كلمات بالكسر.

الخطوة الرابعة: كلمات بالفتح والكسر.

الخطوة الخامسة: حروف بالضم.

الخطوة السادسة: الحروف بالفتح والضم والكسر، مثل: سُرِقَ، أُكِلَ، أُخِذَ.

إذن هذه ست خطوات لو استطاع ابنك أن يتعلمها بهذا التبسيط والتدرج سوف يفهم ويستوعب ويتأسس بشكل صحيح. لكن لو أعطيته الأحرف كما هي موجودة (أ، ب، ت، ث) مثلاً الألف بأصواتها الثلاثة (أَ، أُ، إِ) كما هي الباء (بَ، بُ، بِ) دفعة واحدة في أول الكلمة وفي وسطها وفي آخرها سوف يتشتت الطفل ولن يستطيع أن يفهم تماماً، بينما إذا اعتمدت على التبسيط والتدرج سوف تختلف النتيجة كلياً.

وبذلك نكون قد انتهينا من المرحلة الأولى، ثم ننتقل إلى المرحلة الثانية وهي مختصة بالمد، لدينا المد بالألف وهو يدرسه في بحث مُفصَّل لوحده ثم يتدرب على كلمات عليه، ثم المد بالياء، ثم المد بالواو ويتدرب عليه، وبعدها ينتقل إلى المرحلة الثالثة ويأخذ منها الطفل الشدّة والتنوين، ويبدأ بالتَدرّب بشكلٍ متوسع، لو سرنا على هذه الطريقة لرأيناها فعالة جداً، خلال سنة واحدة يستطيع ابنك أن يتقن القراءة والكتابة، وكما ذكرنا هذه الطريقة تعتمد على التبسيط والتدرج، وغير ذلك لن يستطيع ابنك أن يستوعب أي شيء وبإذن الله إذا اعتمدت عليها في تعليم طفلك سوف تجد نتائج عالية جداً.

                                    والله ولي التوفيق.

شارك:

المزيد من المقالات

ارسل لنا رسالة

WeCreativez WhatsApp Support
فريق تمكين جاهز للإجابة على استفساراتك
السلام عليكم 👋🏻 كيف يمكننا مساعدتك؟