الإملاء طريقة تعليمية تهدف إلى تعلم وتعرف الطفل لحروف اللغة، وتكرار كتابتها حتى يتقنها بشكل كلي وممتاز، ومن الواجب أن يبدأ تعليم الإملاء للأبناء منذ نهاية العام الرابع للطفل، ومع أن في ذلك صعوبة في استيعابه للكتابة، ولكنها تعتبر مرحلة تهيئة للابن من أجل نمو قدراته الكتابية، ولتسهيل تعلمه عند التحاقه في المدرسة، ويهدف تعليم الإملاء إلى تعليم الطفل شكل الحروف، وطريقة رسمها، وفهم المهارات الأساسية المتعلقة في الكتابة حتى يتقنها بشكل كامل.

كيف أعلم ابني الإملاء؟

 توجد مجموعة من الوسائل، والطرق التي تساعد في تعليم الأبناء الإملاء بطريقة صحيحة منها:

1. تعليم الإملاء من خلال الكتابة:

تعتبر هذه الطريقة من أقدم الطرق وأكثرها بساطة، ويتم من خلالها تعليم الإملاء عن طريق كتابة صف من الحروف (أ، ب، ت، ث، ج، ح) ومن ثم تكرار الكتابة أسفل كل عمود لكل حرف من الحروف، حيث يكون الحرف على شكل نقط ويطلب من الابن إعادة توصيل النقط لتشكيل الحرف أكثر من مرة، وعند إتقانه لذلك، تتم إعادة كتابة الصف السابق دون كتابة أعمدة تنقيط الحروف، وبذلك يتم التأكد من حفظ الابن لشكل الحرف.

• تعليم الإملاء باستخدام طريقة تهجئة الحروف:

 تهدف هذه الطريقة إلى القيام بنطق الحرف على مسامع الابن، وتعريفه إلى صوت الحرف والطلب منه أن يقوم بترديده مجدداً حتى يتمكن من فهمه، ومن ثم القيام بكتابة الحرف أمامه، ويطلب منه تكرار الكتابة بناءً على صوت الحرف الذي سمعه، ومن الممكن استخدام هذه الطريقة كطريقة مساعدة لباقي الطرق التي سنذكرها لاحقاً.

• استخدام أسلوب المكعبات التعليمية:

يتم شراء مكعبات الحروف من المحلات المخصصة لبيع الألعاب أو المكتبات، ويتم أمام الابن ترتيب الحروف على المكعبات بالشكل الصحيح، ومن ثم يُطلب من الابن الإشارة إلى الحرف والقيام بكتابته، وتساعد هذه الطريقة على جعل الإملاء مُسلياً، وأكثر تفاعلاً وسهولة.

• تعليم الإملاء باستخدام الكلمات التالية:

وفيها قد يجد الابن صعوبة في تعلم الإملاء بسهولة، لذلك يجب أن يتم اختيار كلمات قريبة منه، ويسمعها بشكل متكرر في المنزل، فمثلاً من الممكن البدء بتعليمه كتابة كلمة “ماما، بابا” أو كتابة أسماء لبعض الحيوانات السهلة مثل “دب” ومن ثم ننتقل إلى تعليمه كتابة جملة مثل “صباح الخير، أحب بابا وماما” ومن ثم التدرج بتعليمه باقي الجمل حتى نتأكد من إتقانه لإملائها بشكل صحيح، والتكرار دائماً في كل مرة نملي عليه فيها الكلمات والإعادة لتجنب التشتت في ذهنه.

• تعليم الإملاء بواسطة أجهزة الحاسوب اللوحية:

 تساعد الأجهزة الإلكترونية الحديثة كأجهزة الحاسوب اللوحي على تعليم الأبناء الإملاء باستخدام التطبيقات المتوفرة فيها، وخصوصاً مع وجود نوع من هذه الأجهزة المتخصصة في التعليم والتي توفر العديد من الوسائل التعليمية البسيطة، السهلة، والتفاعلية، والتي تساعد الابن على تعلم الإملاء بشكل ممتع.

ما هي الخطوات التي أتبعها حتى يتعلم ابني الإملاء؟

يمكن من خلال إتباع الخطوات التالية أن تساعد ابنك في تعلّم الإملاء:

1. البدء بكلمات قليلة في جلسات الإملاء الأولى:

 يجب عند البدء في تعليم ابنك الإملاء عدم تملية الطفل كمية كبيرة من الجمل التي تحوي على الكثير من الكلمات، لكن يجب إملاء الطفل جمل قصيرة حتى لا يمل.

• نطق الجملة بوضوح:

يجب التأكد من نطق الجمل التي يتم استخدامها في الإملاء بوضوح حتى يفهمها الطفل، وعدم التحدث كثيراً حتى لا يفقد ابنك تركيزه وأن تكرر الأم الجملة عدة مرات، وتطلب من ابنها تكرارها ثم كتابتها وعدم تصحيح أي من كتابات الابن الخاطئة في البداية، لعله بعد الانتهاء من الكتابة يستطيع أن يصححها لنفسه، وكلما قلَّ عدد الكلمات التي تقولها الأم أثناء التدريب على الإملاء كلما كان ذلك أفضل لتركيز الابن.

• عدم مراقبة الابن أثناء الإملاء:

يجب على الأم أن تمنح الابن المجال الذهني للتركيز على ما يقوم به دون الشعور بأنه يتم مراقبته، ويجب أن يشعر بالحرية فلا تقوم بالنظر إلى ما يكتب أو التوقف أثناء التهجئة للفت نظر الابن لأحد السلوكيات التي يقوم بها مثل مسك القلم بطريقة غير صحيحة أو غيرها من السلوكيات الأخرى، وعدم طلب الإسراع في عملية الكتابة.

• عدم الإسراع في عملية التصحيح الإملائي:

تعتبر هذه الخطوة من الأمور المهمة أيضا، بل يفضل تشجيع الأطفال والأبناء على التعرف على أخطائهم وكيفية التعامل معها على أنها فرصة تعليمية فالابن يمكن أن يتعلم من أخطائه وأن يتجاوز هذا الخطأ عندما يُصحح بنفسه.

لابدَّ من الإشارة إلى نقطة مهمة في حال استخدام الخطوات الأربع السابقة التي تم ذكرها ولا يزال الطفل يعاني من مشاكل في الإملاء يجب على الأم تغيير طريقة التعامل مع الإملاء والتعرف على المشاكل التي يواجهها الابن مثل:

• هل ينسى الطفل الجملة قبل الانتهاء من كتابتها؟

إذا كان الابن يعاني من عدم تذكره للكلمات التي تمليها الأم عليه، كأن لا يتذكر أكثر من ثلاث أو أربع كلمات متتالية في البداية، هنا يجب الاهتمام بالبدء بجمل قصيرة مع زيادة الكلمات التي يمكنهم الاحتفاظ بها في الذاكرة قصيرة المدى، وهي نوع من أنواع الذاكرة وتحتاج الأم لتدريب ابنها من خلال إملاء عدة كلمات قصيرة ثم زيادة عدد الكلمات تدريجياً حتى يتمكن الابن من تذكر الجملة بأكملها وكتابتها بشكل صحيح.

• هل يكتب الطفل الكلمات بشكل خاطئ؟

يحدث أحياناً بسبب مشكلات في الذاكرة قصيرة المدى أن يواجه الابن صعوبة في تذكر الجملة بأكملها، ولكن في بعض الأحيان يستبدل الطفل بعض الكلمات أو يقوم بكتابتها بطريقة غير صحيحة، فيجب عدم التشدد على الأخطاء، وعندما تحدث أخطاء أو يغير الابن كلمة يجب على الأم قراءة الجملة الأصلية والطلب من الابن معرفة الكلمات المختلفة، فإما أنه سيكتشف الخطأ ويقوم بتغيير ما كتبه أو ربما يكون على الأم استخدام بعض الحيل لتعليم ابنها الكلمات التي أخفق بها.

• التعرف على مفضلات الطفل أثناء الإملاء:

 يحب بعض الأبناء الكتابة على لوحة بيضاء وهي من الوسائل التعليمية التي يمكن إجراء بعض التعديلات فيها بسهولة، وبعض الأطفال يفضلون استخدام ورقة وقلم رصاص، لذلك يجب التعرف على ما يفضله الطفل ويجعله أكثر راحة وسعادة أثناء جلسة الإملاء.

• الاحتفال بإنجاز الطفل:

يجب عند قيام الابن بكتابة الجمل بشكل صحيح أن تقوم الأم بالاحتفال به وبإنجازاته حتى يكون عنده الحافز ويستطيع أن ينجز أكثر، وأن يكتب الجمل الطويلة والأكثر صعوبة وذلك لأن التعزيز والتشجيع يعتبر حافزاً كبيراً للابن يساعده في تعلّم الإملاء بشكل أسرع.

• الاستفادة من الذاكرة البصرية المدهشة للطفل:

يُفضّل أن تقوم الأم بتجميع الكلمات التي اختارتها في عمود، فسوف يساعد هذا بصرياً الابن على رؤية ما تشترك فيه الكلمات، فدماغ الطفل يحب الأنماط المشتركة.

عموماً: تُشكل الإملاء أداة عظيمة لتطبيق الهجاء لأنها تسمح للأطفال باستخدام مهارات الهجاء الخاصة بهم حيث يمكن أن تساعد ممارسة الإملاء الآباء بهذه الطريقة على كيفية تقدم أبنائهم، وتقييم مدى نجاحهم في إتقان مهارات فنون اللغة مثل القراءة والكتابة والتحدث والاستماع.

فريق تمكين